You Are Here: Home» » العلاقة بين الديانة الزردشتية و الإيزيدية





في بحثنا هذا نسعى لإبراز صورة هذه العلاقة من خلال فهم المحاور الآتية :
 1.     المرحلة التاريخية و جغرافية المنشأ لكلا الديانتين .
 2.     أهم الرموز التي جسدتها، و أعيادها الرئيسية .
 3.     العقائد الرئيسية، و الطقوس و الشعائر حول عقيدة ما في الديانتين.
 4.     النهج و المدرسة الحضارية التي مثلت كل منهما. موقف العرب الغزاة من الديانتين . عسى بذلك نعطي صورة هي الأقرب للحقيقة بإجاز يتسع حجم محاضرة كولوكيوم واحدة . بعد ذلك يفتح باب الأسئلة و المداخلات في الموضوع سلبًا أو إيجابًا بشروط أبحاث الكولوكيوم . أن تكون المداخلة موثقة :أ.بالنصوص الدينية ب. بالوثائق التاريخية. 1.     الزردشتية: اسم الدين أتى من اسم نبيه زردشت . يعتبر كتاب Jackson :  life of Zarosster”" حجة في موضوع الزردشتية ؛ وفق جاكسون: زردشت شخصية حقيقية و ليست خرافية . عاش في أزربيجان و فيها مات عام 583 ق.م عن  عمر ناهز 77 سنة . كتابه "أفيستا" و شرح كتابه " زندو أفيستا" بداية أمرره كان من بلخ
*1 في فارس حين تبنى أمره أميرها " بشتاسب" و منها انتشر .  المرحلة التاريخية هي مرحلة ميدية؛ و هي مرحلة شهدت الثورة الفكرية الكبرى التي أسسها "هستي باك" ابن أخسار مؤسس ميديا. و تمخضت بوضع صحف للمبادئ مجموعها سميت بصحف " دين كرد" في العام التاسع الكردي أي 603ق.م . لاحقًا سميت صحف إبراهيم عند العرب . الجغرافيا هي أزربيجان  هي جغرافيا ميدية اكتسبت هذه التسمية من مصطلح " زر " = أصفر و هو لون رايتهم ؛ اقتداءً بالشمس و بهذا عرفوا في محيطهم و بها عرفت الأمة الميدية " بني الأصفر"
*2 نحسب  أن شيوع لهجة تركية خاصة في منطقة أزربيجان تعود لمرحلة لاحقة بين 1219- 1303 و بعدها عندما اتخذت " مراغه " في أزربيجان مقرًا للقبائل الميغولية الغازية جنكيز خان و أحفاده ثم هولاكو و أحفاده حيث كان في صفوفهم العديد من قبائل الأتراك الميغولية التي  تعاونت مع القبائل  الأتراك السلاجقة و تحالفت فيما بعد تحد قيادة بيزنطا الأرثوذكسية و الأرمن منهم خاصةً، في آسيا الصغرى الأتراك الذين استقدمهم خلفاء العباسيين المعتصم 833م و القائم 1055م *3. و عندما تحول هؤلاء المحتلين الميغول إلى مذهب الشيعة الاجتهادية عام 1303م
*4 ميز الأزربيجانيون أنفسهم عن المحتلين فتبنوا المذهب السني.  ملامح الأزربيجانيين الشخصية هي ملامح ميدية مختلفة عن اليغول تمامًا ؛ و في الحرب الأرمنية الأزرية الأخيرة دعمت إيران حلفاءها الأرمن ضد الأزريين . الجغرافيا الأزرية على مدى ألف و نيف من السنين تشهد احتكاكات و تنافسات فكرية و مذهبية و لا تزال مستمرة . دين زردشت هو انتاج في هذا السياق  و الإطار . وفاة زردشت سبق انتقال الملك من الميديين إلى الفرس بـ34 سنة فقط. الحكام الفرس الجدد تبنوا الدين الجيد و به بنوا ملكهم . أهم الرموز الدينية : التي مثلته الديانة الزردشتية
 1: صورة زردشت المجنحة ؛ لأنه ادعى أه عرج إلى السماء 3 مرات. و أن الله يكلمه ، و ينزل عليه الوحي، دون سواه من البشر
2. الرمز الثاني هي بيوت النار المتقدة باستمرار و التي انتشرت في كل المدن الفارسية حتى  القرن 3 الهجري .
*5 أهم الأعياد هما عيدان ترتبطان بسيرة و دعوة زردشت  و إنتصاراتها بتسميات فاريسية . و لم تذكر الأفيستا عيد السرسال و عيد نوروز و بليندا أبدًا . العقائد الرئيسية: بشر زردشت بإله الخير " أهوارا مزدا " له 101اسم و قال بوجود إلهً للشر منافس هو " دوج أهرمان" و بين الإلاهين صراع مستمر و لكل أنصاره . و الحية من قوى الشر . في النهاية ستكون الغلبة لأهوارا مزدا. و عند ذلك تقام موازين العدل و تقوم القيامة و ينهض الأموات و كل كتابه إما بيمينة أو بيساره و يسير على الصيراط المستقيم و يقع حسب أعماله المدونة في كتابه إما للنعيم أو للجحيم . و قال أيضًا إن أفضل الأعمال هي الزراعة و تربية الماشية . حرم الصيام ليكون المؤمن قويًا و حرم ذبح الضحايا. وقال بقدسية العناصر الأربعة: التراب ، الماء ، الهواء ، النار و جعل للنار بيوتًا. و حرم دفن الميت في الأرض لكي لا تتنجس التراب . بل أمر بوضع الجثة على برج عالي لتأكله الطيور . و قال أن روح الميت لا تفارقه لمدة 3 أيام. اعترف زردشت: أن الدين الحقيقي و القديم هو " دين كرد" و أنه جاء ليطهره من البدع و التحريفات و هو لم يأتي بدين جديد . و قال أيضًا أن الكون يسير وفق سنن ثابتة . وصف أنصار الدين القديم في كتابه بـ " دأفي سنا " = محبو السنن . ثم وصفهم بـ " شيداني سنة " أي المتشددون للسنن . كلمة شيدان تطورت إلى " شيطان" لاحقًا لتدل على التعصب و العصيان و أول معركة لهم مع دين كرد كان عام 401 معركة كونكاس اتهموا الميديين بعبادة ديوا . اختلف الباحثون: هل الزردشتية هي ديانة ثنوية أم توحيدة؟   الكثير من الإفرنج كتبوا في دائرة المعارك البريطانية مادة زردشت على أنه ثنوي .*6 الباحثين العرب مثل الشهرستاني، القلقشندي قالوا موحد . يقول هوك  Houg : " لاهوتيًا هو موحد و فلسفيًا هو ثنوي " .  العرب المسلمين عاملوهم معاملة أهل الكتاب قال عمر بن الخطاب : " سنوا بهم سنة أهل الكتاب" *7. و اعتبروا كتابه منزلا. منهم كان سلمان الفارسي أحد صحابة الرسول قال عنه ص" سلمان من أهل البيت " . النهج و المدرسة الحضارية : هو مؤسس و مكرس مدرسة الأنبياء و الرسل الأكثر تأثيرًا ؛ فهو يفترض نفسه ممثلا لله على الأرض زاره ، تكلم معه ، يأتيه منه الوحي . عنده الحقيقة المطلقة ، ما قبله انتهى به . و هو مؤسس نهج عقيدة العصيان ؛ التي تطور أكثر عند ما هو منسوب لعيسى بن مريم. و لمحمد بن عبد الله . و تأثيرا مباشرًا من سلمان الفارسي ترسخت عقيدة القيامة و كتاب اليمين و اليسار و عقيدة ابليس و عقيدة العروج إلى السماء ... الخ عند الرسول محمد . الزردشتية مثلت حضاريًا الحضارة الفارسية الأخمينية بين 549- 331 ق.م . و لم تصبح دين دولة في أي مرحلة لاحقة . خلاف ذلك هو ادعاء لا سند له .
 2.     الديانة الإيزيدية:  اسم الدين يأتي من اسم الجلالة " أزدا " أو " يزدان" يعني الخالق له ألف اسم و اسم . وفق النصوص الإيزيدية ترتبط بدايته ببداية التكوين . و فق الأدلة التاريخية الاسم يرتبط ببداية عصر السلالات عصر " إيزيدي سور " و بداية بناء المستعمرات الاستطانية التي سميت بدايةً بكلمة سور متبوعة باسم موقعها مثل "جييا سور" = جبل حمرين . " سورا خابور" = إقليم الخابور قرب الحسكة *8 و منها أتى اسم سوريا . أقدم نص سومري مدون فيه كلمة " إيزيدي" يعود للألف الثالث ق.م*9 . أقدم رمز ديني إيزيدي مكتشف أركولوجيًا حتى الآن هو " عامود شيمند " يعود تاريخه لـ9500سنة ق.م اكتشفته حفريات جامعة هايدل بيرج في كوباكلي تبا *10 قرب آمد ديار بكر . و هو عبارة عن عامود مربع من الحجر يلتف حوله أفعتان مجدولتان . العامود المربع هو رمز التوحيد و يشير إلى العناصر الأربعة : الماء، النار، التراب،  الهواء . و الأفعى ترمز للخلود و للحكمة. و هذا الرمز مشاع في الحضارة السومرية و الميدية و كل حضارات الشعوب الآرية إجمالا عند السومريين يسمى "كاديكوس" و حتى اليوم الحجر المربع موجود في مكة كأثر من دين إبراهيم. و موجود في مقام شرف الدين في سنجار. و الأفعى موجودة على باب معبد لالش. و على كل صيدليات العالم . ثم يأتي رمز الدائرة للدلالة على الأزلية و الأبدية رمزها عند الإيزيدية " الكريفان" . و الدائرة ضمنها الصليب المتساوي المتحرك يسمى مننديلا*11 لاهوتيًا هو شائع في كل الحضارات قبل الأنبياء و الرسل . ثن يأتي رمز سنجق رئيس الملائكة رمزًا لنزول الروح أقدم رمز هو رمز معبد سوريا ماري تاريخه 2500ق.م *12 يرتبط بمفهوم نفينا = العدل و نفيسيسا = المساواة على طرفي السنجق وزيران بهذه التسمية. الأعياد هي مجموعتين رئيسيتين أولا مجموعة نهاية العام تبدأ بعيد " الجما" أي جمع كل محاصيل السنة ثم عيد "شيشمس" ثم عيد إيزدي ثم عيد بليندا 25. ديسمبر من كل سنة و هو بداية الدورة الجديدة للشمس . ثانيًا مجموعة أعياد بداية السنة تبدأ بعيد الحب " خضر ألياس" ثم عيد نوروز 21.03 ثم عيد شارشمة سور الأربعاء الأولى من نيسان شرقي ثم مجموعة أعياد الطواف للخودان . كل هذه الأعياد ترتبط بالتبدلات الفلكية و الموسمية للسنة . العقيدة الرئيسية
1. إله واحد له 1001 اسم و هو مصدر الخير و الشر و هو الخالق خودا أي أوجد نفسه = الحركة الذاتية .
2. الخودان المدير المكلف بإدارة الملك . الملائكة السبعة الكبار و كل المخلوقات التي لها حق الإرادة الحرة .  
3. الكون يسير وفق سنن ثابتة لا مجال فيه للخطأ أو التمرد  و القول بالعصيان هو كفر لأنه يتناقض مع وجود السنن الثابتة و يجعل للخالق شريكًا . لا وجود لمواقد و بيوت النار . الرمز هنا هو " جرا" في وادي لالش توقد 360 جرا و هي رمز للنور أي رمز لله نور السماوات و الأرض . مقاصد الخالق من خلق الإنسان هو الخاشي و الشايي أي الإحياء و التعمير و الأمن و السلام. و البحث في الأسباب و قوانين سنن الكون بالعقل والحكمة و المهن و الاختصاص . الإنسان يتكون من المادة التي هي العناصر الأربعة 2. من الروح الذي هو جزء من الله 3. من النفس التي تعبر عن نوازع الجسد. ليس هنالك فناء بل تبدل في التجلي يسمى "كاراس كوهارتن" = تبديل مظهر التجلي . العناصر المادية تعود لأصلها إلى التراب و الروح يصعد لخالقها. و النفس تمر على الصراط المستقيم لتنال جزائها و تعود لتتجلى مرة ثانية . في الإيزيدية أيضًا مبدأ أن الروح تحوم حول الجثة في الأيام الثلاث الأولى ثم تفارقها . لا وجود للأنبياء و الرسل بل يوجد خواص = أهل الله لا يخلو منهم زمان و لا مكان و الطريق للخالق بقدر مخلوقاته و غير محصور بأحد أبدًا . الإيمان يجب أن يتجلى
1. بالفكر الجيد
2.القول الجيد
 3.العمل الجيد و الأخير هو المقياس شروط الإيمان هي الفرائض الخمسة
 1. العقل
 2. الحكمة
 3.المهن و الاختصاص
4. تكوين الاسر
 5. التآخي . في العقائد الواحدة مثل الموت مثلا في الإيزيدية هو تبديل في التجلي و تتم المحاسبة فورًا و مكان الجثة هو التراب لأنه خلق منها و إليها يعود و هي طاهرة و ليست نجسة الخالق واحد و ليس له منافس . الإيمان شروطه الفرائض الخمسة المذكورة.  في حين أن الإيمان عند زردشت و الأنبياء و الرسل هو الإيمان بنبوتهم و كتبهم و بكونهم يمتلكون الحقيقة المطلقة . عليه تعتبر الزردشتية بداية مشوار توظيف الدين لغايات سياسية. و قد بنى الفرس بالزردشتية ملكهم و كذلك الأنبياء اللاحقون فعلوا . و هذه الرؤية تؤسس للصراع بين المؤمنين و جييشهم مدعيًا كل إمتلاك الحقيقة. موقف العرب المسلمين :من الديانة الميدية أعتبر العرب ديانة الأكراد و هم سكان ميديا "حزبًا للشيطان" هكذا قال أبو بكر لربيعة بن عامر" أعلوهم بسيوفكم حتى يسلموا "*12 و قال الرسول محمد وفق ما ذكره عمر بن الخطاب "الكرد طائفة من الجن رفع عنهم الستار" و أصبح هذا القول مصدرًا لكل الأقوال التي رددتها الشيعة و السنة بحق الأكراد . المدرسة الحضارية للدين الإيزيدي هو مدرسة التوحيد . توحيد دون انصهار , و تجزءة دون الانفصال. يحفظ الخصوصية و يضمن التضامن عقائديًا: إذا اعتبر المؤمن أن الخالق واحد ، عليه الإيمان بأن الدين واحدًا أيضًا. فكل المؤمنين أخوة. و الإيمان يعبر عنه بالخاشي و الشايي أي الإحياء و التعمير و الأمن و السلام . تقول الإيزيدية "خطي جوت و عبادت" و يذكر المعبد الأول في التاريخ 9500ق.م " العبادة و الفلاحة" بذلك يستطيع المؤمن أن يجد في كل العقائد المتجه للخالق وجهًا من وجوه الإله . الإيزيدية و اليهودية بقيت دين واحدًا حتى سقوط سليمان على يد المصريين فسلم سليمان السناجق السبعة للأمراء السوريين و بدأ التباعد و الخصوصية بين الدينين . في الإيزيدية لا تبعية للمخلوق بل للخالق قال الشيخ عدي :"إذا تبعتهم استعبدوك و إذا تبعت الخالق تجلى فيك الكون كله "*13 . حضاريًا مثلت ديانة التوحيد حضارات آسيا الصغرى السومرية ، الحثية، الحورية ، الفينيقية ، الميدية ، الساسانية، الأيوبية المملوكية . في أوروبا عرفت باللوسفرية غالبًا . منعها رسميًا البابا غريغوروس التاسع عام 1230 بمرسومة رسمي.  تتمثل عقيدة التوحيد اليوم بالموحدين العرب و أهل التصوف من أمثال الحلاج حسن البصري، ذا النون المصري ، عدي بن مسافر ، عبد القادر الكيلاني، ابن العربي الكوشك إبراهيم...الخ و هؤلاء خواص أي أهل الله و أمثالهم كما قلنا لا يخلو منهم زمان و لا مكان و غالبًا لا يكون ظاهرين . و شكرًا

حسو أمريكو

 مصادر البحث :
*1.ص 104 فجر الإسلام أحمد أمين بيروت 1975م.  
*2. ص. 4-12 الواقدي فتوح الشام بني أصفر . 
*3. الميغول حسن الأمين بيروت.                        
*4. ص 103 فجر الإسلام مصدر سابق.
*5. ص101 المصدر السابق.                          
*6. ص102 المصدر السابق.
*7. كتاب سورا ماري سوريا مدن و حضارات أ. سزانوف.
*8. ص131 العدد 6 مجلة روج ألمانيا .
*9. مجلة صور من العلم الألمانية لعام 203 مجموعة باحثين ألمان حفريات كوباك ليتابا جامعة هايدل بيرج.
*10. آثار شمال سوريا و الآثار السومرية راجع محاضرات الكولوكيوم.
*11. ختم سورا ماري ص 46 المجلة الأكاديمية الإيزيدية العدد 1 عن متحف حلب . *12. د. وديع سومر و أكاد ص 190.              
*13.الدوستكي عدي بن مسافر دراسة لإطروحة ماجستر جامعة الجنان بيروت.
Tags:

0 التعليقات

Leave a Reply

سيتم قراءة تعليقك من قبل هيئة التحرير وفي حال الاسائة الى جهة ما، سيتم حدفه بالفور!.
الاكاديمية الايزيدية

About

صفحة جديدة 1

مواضيع الاكاديمية